الجمعة، 25 مارس 2011

تحولنا من مجتمع هدفه أن تطاطى لتعلو إلى مجتمع يطالب برفع الرأس.


لم يحقق شباب مصر أول ثورة افتراضية فى التاريخ فقط بل حولوا حياتنا إلى حياة افتراضية كل شىء حولنا صار افتراضيا.

افرض أن الرئيس السابق رجع أو ما رجعش.. افرض أن الجيش مشى أو ما مشيش وهكذا فإن الحياة الافتراضية قد نقلتنا من واقع (بمعنى الوقوع) إلى الدحرجة داخل حفرة أرانب لويس كارول «أليس فى بلاد العجائب» التى يقودنا الأرنب فيها إلى جُحره الشبيه بالمتاهة التى لا نستطيع أن نخرج منها حتى الآن.. وفى هذا العالم الافتراضى صارت الأرانب «الملايين» تتكاثر بسرعة الخيال، فالمسئول فلان السابق سرق أرانب كما يقولون، ثم نفاجأ فى الغد بمن يقول أنه سرق ألف أرنب، وبعدها بأسبوع صرحت جريدة البلاى بوى «رمزها الأرنب» أن هذا الفلان يمتلك مزرعة أرانب بأكملها.

ولست أدرى لماذا ربطنا الملايين بالأرانب، ربما لسرعة تكاثرها الشديدة «للصفوة بالطبع» أو لخفة حركتها وقفزها من جيب إلى جيب ومن بنك إلى آخر فى رشاقة عجيبة، والأرنب يتميز أيضا بأذنين رهيفتين لأى تغير فى ظروف وأحوال البلد فيقفز هاربا إلى جزر الكيمان أو البهاما بسرعة الفاكس أو الإيميل، كما يستطيع أن يتحول من أرنب واقعى إلى أرنب افتراضى بإمضاء لمسئول ما، وإن كان عادل إمام اللى ما شفش حاجة قد نبهنا إلى حياة الأرانب الخجولة وسط غابة الأسود الشرهة فإن فاتن حمامة قد حذرتنا قبله من انفجار عدد الأرانب والأفواه التى تأكل مال النبى وتحلى بالـ... وهناك علاقة غريبة بين اللون الأخضر والأرانب.. سنجدها مثلا فى بنوك مصر تتحول من البنى الصحراوى إلى اللون الأخضر الأكثر وقارا، حيث يبلغ الأرنب الأخضر قرابة الستة «أرانب مصرية» وسنجد كذلك أن ملاعبنا قد غزتها الأرانب العابثة بثروة مصر لتصبغها باللون الأخضر، ليتحول فيها شحاتة من «أبو كف» يجمع الملاليم إلى شحاتة أبودراع الذى يقفز فوق الملايين، ورغم جودة الأرنب المصرى لكنه مازال أرنبا افتراضيا يستغيث بالبورصة لتحدد حجمه الحقيقى، لقد انتقلنا من مرحلة مجتمع واقع ومنيل بنيلة إلى مجتمع افتراضى يكسوه اللون الأخضر، تحولنا من مجتمع هدفه أن تطاطى لتعلو إلى مجتمع يطالب برفع الرأس.

المهم هل هى رأس المواطن الفعلى أم الافتراضى أم رأس المال أم رأس النظام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق